تمّ أخيراً توقيع "المرحلة الأولى" من الصفقة التجارية التي طال انتظارها. فبعد عامين من الخلافات التجارية التي ألقت بثقلها على الاقتصاد العالمي، تنفس المستثمرون الصعداء يوم الأربعاء حين اتفقت الولايات المتحدة الأمريكية والصين على وقف مؤقت لهذه الحرب التجارية.

 

وتقوم الاتفاقية بشكل أساسي على التزام الصين بشراء منتجات أمريكية إضافية بقيمة 200 مليار دولار أمريكي خلال العامين المقبلين، علماً أن قائمة المشتريات الإضافية هذه ستشمل على 39% من السلع المصنعة و27% في قطاع الطاقة و19% من الخدمات. وفي المقابل ستلغي الولايات المتحدة الأمريكية الرسوم الجمركية المفروضة على بعض المنتجات الاستهلاكية وتخفض الرسوم المفروضة على سلع أخرى بمعدل النصف، أي من 15% إلى 7.5%. لكن الرسوم المفروضة بمعدل 25% على منتجات صناعية صينية بقيمة 250 مليار دولار أمريكي ستبقى قائمة، حالها كحال الرسوم الانتقامية التي فرضتها الصين على سلع أمريكية بقيمة 100 مليار دولار أمريكي.

 

كما تتضمن الاتفاقية الواردة في 86 صفحة على آلية لتنفيذ بنودها، غير أن الخطوات التالية لا تزال مبهمة في ظل غياب أي مؤشرات على موعد "المرحلة الثانية".

 

وكان رد فعل الأسواق على توقيع الصفقة ضعيفاً نسبياً، إذ كانت معظم تفاصيلها معروفة للمستثمرين وكانت أسعار السوق تتضمن هذه النتائج. ولهذا يتعين على المستثمرين اليوم مراقبة الوضع التجاري ترقباً لأي تحسّن أو إعادة فرض الرسوم الجمركية، لكن الاهتمام سيتحول على المدى القصير نحو أرباح الشركات والبيانات الاقتصادية.

 

ولغاية الآن، فإن أكثر من 80% من الشركات الأمريكية التي أعلنت عن نتائجها قد نجحت في تخطي الحد الأدنى لهامش الربح، ويمكننا أن نرى في حال استمرار هذا التوجه ربعاً إيجابياً مقارنةً بالفترة ذاتها من العام السابق، بخلاف التوقعات التي أشارت إلى انخفاض بمعدل 2%. لكن هذا لا يعني بالضرورة ارتفاع الأسهم إلى مستويات أعلى مما هي عليه الآن. إذ أن مكرر الربحية المستقبلي الخاص بمؤشر ’ستاندرد آند بورز500‘ لا يزال مستقراً عند 18.4 نقطة، وسوف يصعب تبرير أي ارتفاع إضافي في الأسعار ما لم يتم تخفيف القيود أكثر على السياسات النقدية أو الضريبية.

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.